Thursday, August 28, 2008

سلسلة حياة واقعية

سلسلة حياة واقعية

1: دينا
كان ينظر فى قلق الى كل المحيطين بة حتى استرعى انتباة احدى السيدات فى الحديقة فصاحت بة مفتعلة نبرة بها من الدلال والتصنع الكثير
فية اية مالك بتبصلى قوى كدة لية
اسف يا مدام مخدتش بالى والله اسف بجد
لا يااخويا حصل خير بس انت مستنى حد
اة مستنى بعد اذنك
وجد نفسة يبتعد بسرعة فالمرأة ايضا كانت وحيدة وربما كانت كلماتها معة تمهد لحوار طويل قد ينسية تماما الهدف من وجودة فى هذة الحديقة النائية جدا عن محل سكنة
رن جرس هاتفة المحمول رنات متتالية من رقم حفظة جيدا منذ وصولة من سفرتة الاخيرة التى قضى فيها اكثر من 7 سنوات كاملة
الوووووووو ضياء الووو
ايوة يا دينا ا انتى فين انا تعبت من الوقوف لوحدى شكلى وحش قوى
اسفة بجد الولاد تعبونى قوى لما لبسوا وركبنا
هوة انتى جايبة الولاد معاكى
ايوة طبعا امال هسيبهم فين وانت كنت فاكرنى هجيلك لوحدى يعنى دة حتى جوزى لو عرف يطلقنى فيها
بس انا مقصدتش حاجة من مقابلتنا غير انى اشوفك بس انا من 7 سنسن مشفتكيش وانتى عارفة اللى كان بيننا مش شوية
ايوة ايوة بص انا مش عارفة اتكلم دقايق واكون عندك ونتكلم براحتنا
سمع صوت هرج ومرج بجانبها واصوات اطفال تصرخ
لم يملك نفسة من التعجب سبع سنوات واربع اطفال فى سن مقاربة كيف ولماذا
كان يذرع المكان جيئة وذهابا دون وعى منة وبداخلة تداعت ذكريات 10 سنين مضت قبل سفرة
كانت دينا هى حب حياتة ودنياة التى يعيش ويتنفس من خلالها
كانت رائحة الزهر ورحيق العسل والمعدن النفيس الذى وجدة وكان بداخلة اصرار الا يتركة ابدااا
تعرف عليها فى اولى كلية هندسة كانت معة فى نفس القسم وتخرجا معا وطوال سنوات الدراسة كانا روحا وقلبا واحدا
لم يكن يفترقا الا ليذهب كلا منهما الى منزلة فيلقى جسدة على السرير وينام
لم يكن كلاهما يستطيع مراجعة صفحة من كتاب دون الأخر او التصرف فى اى امر دون استشارة بعضهما البعض
لا لم يكن حبا بل كان امتزاج روح واحدة فى جسدين
تذكر جمال عيونها العسلية وقامتها الفارعة المتناسقة وشعرها الاسود الطويل وتفاصيل الحسنة على الجانب الايمن من وجهها وصوتها الرقيق الناعم ولمسة يديها التى كان يملك بهما حنان العالم كلة
تذكر كل هذا وهو ينظر فى ساعتة
لقد تأخرت ساعة كاملة عن موعدهما معا كانت مواعيدها معة دائما مضبوطة ترى مالذى تغير فيها ؟؟
اتصل بها فور عودتة من سفرة كان يخاف الاتصال بها من الخارج خوفا من زوجها واى مشكلات قد يسسبها اتصالة ا سبع سنوات كاملة مضت وهو يتوق لسماع صوتها لرؤيتها للتمتع بتلك الذكريات التى كبلتة بداخلها
كان دائما يشعر باستغراب ورغبة فى البطش بأى صديقة او زميلة تدعى أن المرأة عنوان الوفاء
اى وفاء هذا
هو لم يستطع الزواج للأن مازال يحن للحظاتهما معا ولا يستطيع فتح قلبة لسواها
اما هى فقد تزوجت بمجرد ان علمت بعد تخرجهما انة سيهاجر رفضت الزواج منة
كانت تعيش وحيدة مع والدتها ولم تكن من هواة السفر او الترحال
قالت لة انا اهواك انت ولا اهوى التنقل خارج مدينتى
حاول اقناعها فرفضت
حصل على بعثة من جامعتة لدراسة الهندسة الطبية خارج مصر وكان يزمع ان يظل بالخارج بعد انتهاؤة من دراستة هناك
صارحها بذلك فرفضت رفضا قاطعا
وتناقشا طويلا فلا هى وافقت على السفر ولا هو استطاع ان يرفض البعثة فقد اجتهد كثيرا من اجل الحصول عليها وتفوقة فى هذا المجال لم يكن شيئا يمكن اغفالة او التنازل عنة
اتهمتة بالانانية واتهمها بانها لا تحبة
وتناثرت شظايا الوجع والخلاف بينهما تخاصما عدة مرات وفى اخر مرة حينما شعر بأنها ربما تزعن لرغبتة فى السفر وجدها تصارحة بانها ستتزوج
شعر بالخيانة وبأنها تغتال حبة لها وتقتلة بخنجر مسموم
لم يستطع تحمل حتى مناقشتها او التريث ريثما يفهم هل ماتقولة حقيقة ام انة محاولة منها للضغط علية
جهز اوراقة فى ايام معدودة وسافر دون وداعها
وعلم بعدها بشهور من اختة انها تزوجت
كان يتصور انها ستتصل بة وتتطلب منة ان يرسل اليها ولكنها لم تفعل
كانت اختة تتبع اخبارها دوما وتتصل بها وتنقل لة كل ما يدور فى حياتها
وكم من مرة تمنى لو تنقل لة اختة خبر طلاقها ولكنها ابدا لم تفعل
سبع سنوات وهو ينتظر
وهى تلد الطفل بعد الاخر وكأنها هى او القدر يخبرونة انة اصبح من المحال رتق ما تقطع من العلاقة بينهما
ما الذى دعاة للاتصال بها فور عودتة ؟؟
سؤال تردد فى عقلة ملايين المرات
ولكنة لم يجد الاجابة
نظر من حولة مرة اخرى علة يلمحها قادمة
لم يرى سوى مجموعة من الاطفال تجرى بأتجاهه
يا لهؤلاء الاطفال انة لا يدرى متى سيتزوج وينجب مثلهم انة بالفعل لا يطيق بكاء الاطفال او صراخهم
ضياء ضياء ازيك اية مش عارفنى بس يا ولاد روحوا اركبوا المراجيح وانا جاية وراكم
التفت ضياء فى صمت وذهول
كانت المفاجأة اقوى مما يحتمل
شعر بالارض تميد تحت قدمية وغصة مميتة فى حلقة
اهلا دينا ازيك
الحمد لله انت عامل اية بسم الله ماشاء الله متغيرتش ياضياء تصدق وحشتنى بجد انت لسة زى ماانت
شايف العيال عملوا فية اية بهدلونى وابوهم يا لهوى تاعبنى ومممممممممممممم..................
لم يكن يسمع شعربأنة فقد السمع وابلصر هل يعقل مايراة امامة
دينا الرقيقة الناعمة ذات الجسد الممشوق تتحول لهذة المرأة الممتلئة التى تلبس الوانا لا علاقة بأحدهما بالأخر وتتكلم بسرعة وبدون تركيز
افاق على صوتها العالى من
مرة اخرى
انت عارف انا اشتغلت مهندسة فالرى شغل الحكومة قرف والله
طيب اسيبك شوية الم العيال دول وارجعلك احسن يتوهوا
انا راجعالك متمشيش
لم ينطق بكلمة واحدة منذ مدت يدها لتحيتة
نظر اليها وهى تهرول لتبحث عن اطفالها
تردد هنيهة ثم انطلق
لا لم ينطلق بل هرول مبتعدا
شعر بمدى حماقتة وقلة عقلة
سبع سنوات
سبع سنوات
سبع سنوات
والحلم بدينا الرائعة بجوارة بصوتها الملائكى وقامتها الممشوقة وعيونها الساحرة يطاردة
سبع سنوات اهمل فيها كل ابتسامة وكل ايماءة من احدى زميلاتة بالبعثة أومن صديقاتة فى غربتة من اجلها
من اجل ان يعود يوما ليراها
وها هو يراها
وليتة ما رأها
لن يكسر حلمك سوى صخرة الواقع
كلمة رددها لة والدة منذ سنين حين فاتحة برغبتة فى زواجة من ابنة عمتة الطبيبة المتفوقة وهو يعلم ما بداخلة من حب لذكرى دينا
لن يكسر حلمك سوى صخرة الواقع
كانت تلك الكلمات تتردد على شفتية دون وعى وهو يطرق بيدية على باب عمتة ليسلم عليها
عل انهيار الحلم يكون سببا فى بناء واقع جديد
انتهت
سلسلة حياة واقعية
-2-رسالة الية

كانت لا تجيد الشعر ولا
تعرف طرق نظمة وهو شاعر متمكن من بحورة فهل سيفهم ام سيظن انها محاولات منها لمباراتة فى مجالة
انانيتة ظاهرة ولا قدرة لها على تغييراى شئ فية ولذا قررت الانسحاب بنفس طريقتة فى الهجوم
لقد ارسل اليها ابيات من الشعر فدابت عشقا فية وستحاول ان ترسل الية مثلها علة يفهم ويبتعد عنها
كانت المسافة بينهما تتسع والشعر يملأ حياتة وعالمة ويزداد غرورة بزيادة شهرتة لم تعد تشعر بأنها تنتمى الية أو انة يحبها كما كان من قبل
التفتت حولها وكأنها تحتضن بأعينها كل تفاصيل المنزل الذى شهد يوما سعادتهما
امسكت بالقلم فى ارتعاشة يد ظاهرة وبدأت الكتابة

حبيبى يامن جعلت الحياة ممكنة رغم صعوبة اللقاء
يا من جعلتنى اتنشق عبير الصباح فى حميمية وهناء
يامن سبغت حياتى بضحكة طفولة عذبة
وتحولت معك أهاتى لترانيم موسيقى عذبة
يامن عشت بين خلاياى وتنفستك بين أضلعى يا حبيبى وعشقى وعالمى
عفوا سأبتعد
عفوا لن اكمل الطريق معك
فبرغم انى احبك
وبرغم انى ارغبك
وبرغم انى تعودت على ملمسك ورائحتك وتفاصيل مطعمك ومشربك
برغم انى سأكرة دنياى بدونك
و سأضل طريقى بلا مرفأك
برغم كل هذا سأبتعد عنك واتركك
حاولت ان اقترب فلم استطع الا ان ابتعد
فسامحنى وسامح نفسك
اسأت اختيارى بضعفى واصبت اختيارك بتميزك وتفردك
كنت لى وابدا لم اكن لك
ولكن حينما تقرأ كلماتى وتكرهنى
تذكر يا حبيبى انى احبك
وتذكر اننى طفلتك العنيدة الصاخبة التى دوما ستذوب شوقا اليك وستنتظر لحظة ذكرى لك
ولكنها ولأنها تحبك ستتركك
لك يا حبيبى رسالتى ولك وداعى
اعشقك اعشقك

نظر الى رسالتها الملقاة على مكتبة قرأها بسرعة
جلس مكانة وابتسم
هاهى تحاول مباراتة فى تجاربة الشعرية التى طابقت الافاق
لقد نشر لة ديوانين والثالث فى طريقة للطبع فهل ستحاول نظم الشعر لتبارية
يا لهولاء النساء مغرورات يظنون انهن قادرات على كل شئ وخصوصا زوجتة تلك هههههههههههه
اطلق ضحكة عالية ونادى عليها
ردد المنزل الخاوى الا منة صوتة
ظل ينادى وينادى وينادى ولم يرد علية احد
امسك مرة اخرى بالورقة بدأ يقرأها بهدوء هذة المرة وبأهتمام
انسابت دموعة واطرق خجلا
انتهت