Thursday, November 1, 2007

وداعا أسكنك اللة فسيح جناتة

أتذكرون قصة ذهب مع الريح رواية مارجريت ميتشيل الكاتبة الانجليزية الشهيرة حين جلست البطلة فيفيان لى التى جسدت الفيلم فى نهاية احد الفصول فوق سلم منزلها الرخامى والحزن والألم يقطر من حنايا وجهها وتقول وهى تكاد تنطق بصعوبة
سوف ابكى غدا
هذا ما كنت أرددة لنفسى اليوم حين انفطر قلبى بسماع خبر وفاة المدونة بهلولة وبرغم أننى أتابع مدونتها منذ شهور عدة ألا اننى لم احاول كتابة اى تعليق لديها هى او زوجها بهلول
وذلك لتمتعى الكامل بقرأءة كلماتها وهجومها الدائم ع زوجها بهلول ولمن لم يعرفهما
فهما زوجان جعلا من مدونتيهما تسلسلا لأحداث حياتهما سويا ومناظرة بل وخناقة دائمة حامية الوطيس ع ذكرياتهما معا وأخطائهما سويا
وكان أكثر ما يجذبنى يوميا لقراءة كلماتهما برغم عدم موافقة الكثيرين ع ما هو اننى كنت أتمتع بشئ أبعد ما يكون عن الحكايات كنت أتمتع بتلك العلاقة الجميلة التى تجمعهما ذلك الحب والتفاهم والتلقائية التى سمحت للزوج بأن يترك لزوجتة حرية نقدة ع الملأ وجعلت الزوجة تسمح لة بأن يظهر عيوبها بتلك الصورة أنها قصة تفاهم وحبي فريدتين كنت أتابعها بشغف وأنتظر الوقت الملائم لأعلق وأكتب عنهما سويا فقد أحببت أن أتعرف الى عالمهما الرائع الخاص جدا اولا قبل ان اعلق وكان اكثر ما شدنى التدوينات الاخيرة عن خروف العيد والعلف الخاص بة ثم سفرهما لزيارة الأهل ثم حتى قبل وفاتها بعشرة ايام تدوينة رقيقة لا تلحظ من خلالها أى معنى أو أشارة للألم
وفوجئت بأنها أثناء تلك الفترة كانت تعانى برغم عودتها للكتابة مرة أخرى ثم مرضها مرة ثانية ووفاتها يرحمها اللة
ربما
أنتظرت طويلا
ولجمال تلك العلاقة التى كانت بين المد والجذب بينهما وبين الخلاف والأتفاق فى كتاباتهما كنت أنتظر اللحظة الملائمة بل يمكننى القول بأننى كنت أتمتع بقدر الحرية بينهما وأحلم بعلاقة زواجية مثل علاقتهما الواضحة بلا أدنى أسرار أو متاهات فكرية وشروط
فكم منا يستطيع أن يشارك من يحبة أو حتى رفيق حياتة فى مدونتة أو يسمح لة بنقدها بهذا الشكل أو حتى عمل مدونة مضادة
أن بهلول وبهلولة رحمها اللة كانا مثالا للزوجين اللذين أعلناها صراحة الخلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية ولم أستغرب أبدا حين كتب عازف الناى فى تدوينتة الأخيرة كيفية تعرفة عليها وع زوجها وصفاتها الرائعة التى أدهشتة بشكل لا يوصف وأوضحت أنة شتان بين تلك الكاتبة التى تكتب بأسلوب عامى يفتقر للهدوء والرقة وتلك السيدة الراقية متحدثة الفرنسية
لم أستغرب كينونتها يا عازف الناى فتلك هى صفاتها وصفات زوجها وصفات تلك العلاقة القوية التى جمعتهما سويا فى السراء والضراء والصحة والمرض تلك العلاقة التى باطنها الرحمة والأمان والصراحة والحب
سأبكى عليك ياعزيزتى غدا يامن تمنيت بالفعل أن أتعرف عليك ولم تسنح لى الفرصة ولن ؟؟
سأبكى غدا أما اليوم فسأقوم برغم أرهاقى وتعبى لأتوضأ وأقرأ لك سورة ياسين وبعض أيي القرأن علها تنير لك قبرك وتريح بعض مما فى قلبى وعينى من دموع أبت أن تنزل حزنا عليك أحتراما وتقديرا لك وأنا للة وأنا الية راجعون
أسكنك اللة فسيح جناتة ومتعك برؤية وجهة الكريم وغفر لك ولنا وأعان أسرتك ع مصابهم أجمعين

1 comment:

اسكندراني اوي said...

انا لله وانا اليه راجعون
اللهم اغفر لها ورحمها وعافيها واعفو عنها