Wednesday, July 23, 2008

أنتظر تعليقاتكم

حكايا لم تنتهى بعد ..........!!!




الأولــــــــــــــــــــــــــــــــــــى
ذاكرة الجسد

تثاءبت وهى تتململ فى فراشها تنظر الى ساعة الحائط التى تدق ببطء امامها لتمحو الثوانى والدقائق بل والساعات من ليلها
تتقلب فى سريرها كالطائر الذى لا يجدا
مأوى ليضمة ويريح فية جسدة المنهك
تركت فراشها وابتعدت
سارت ذهابا وايابا من والى غرفتها علها ترهق هذا الجسد الذى يأبى الراحة وهذا العقل الذى يفكرويتذكر
ويمنعها من النوم
صوت الساعة بدقاتة النتظمة يصل الى اذنيها ليزيد من قلقها وتوترها
تزداد حاجتها للنوم دون جدوى
تنظر الى نفسها فى مرأة غرفتها فتجفل من صورتها بوجهها المتعب وشعرها المشعث ونظراتها الحائرة
وكأنها خرجت للتو من معركة مع النوم خسرتها من الجولة الأولى
بكرة
بكرة افتكرى
النهاردة نامى وبكرة افتكرى
كانت تحادث نفسها
شعرت انها
على حافة الجنون فهاهو الليل قد انتصف ولديها عمل باكر وما تزال مستيقظة
تنظر فى المرأة وتتوعد نفسها وتردد
كفاية ارجوكى كفاية عاوزة انام تعبت انسى او اركنى ذكرياتك شوية داعبتها
الذكريات
التى سرقت
النوم من جفونها وتركتها
بهذة الصورة البشعة المحطمة
ذكريات هاجمتها ولم تستطع المقاومة فتركت لها قيادها بلا ادنى مقاومة منها

تمر بيدها على وجهها وذراعيها وتمسك بأصابعها اطراف اناملها فى اليد الاخرى
حزن دفين مؤلم يبعث القشعريرة فى جسدها نفس تلك القشعريرة التى انتابتها ليلتها
تلك الليلة التى شهدت اخر لقاءاتهما سويا

جفلت عنة مبتعدة خائفة
وأرتعشت كل أعضاءها دفعة واحدة
شعر بخوفها وذعرها منة ووضع يدية ع يديها ببطء وقربها من صدرة وهو يردد
متخافيش انا مش هعمل فيكى حاجة انا عاوز بس احسك لاخر مرة
عاوز بس افضل فاكر ريحة شعرك ودفا ايديكى ونعومة خدك اتكلمى انا مش هعمل اكتر من انى اسمع نبرة صوتك واخدها جوايا
متخافيش منى مش هاخد اكتر من حقى فذكرى فراق بيننا بعد لحظات
كان يتكلم وهو يمرر يدة فى شعرها المسدل وراء ظهرها ويلمس بأصابعة وجهها مرارا وتكرارا
ويحتضن يديها بين يدية
ثم فجأة تركها فى صمت وأوقف سيارتة التى طالما شهدت لحظات سعادتهما معا
اوقفها امام منزلها فترجلت منها وقالت لة
وداعا يا أول وأخر من احببت
وداعا ياقلبى الذى لن انساة وظالمى وحبيبى الذى افترقت عنة
كان وداعا مؤثرا فمنذ شهر او يزيد تم طلاقهما للمرة الثالثة
بعد خلافات لم يعد كلاهما يذكرها من فرط تفاهتها
ولكنة القدر الذى وضع لهما تلك النهاية
اتصل ليدعوها لأخرلقاء لهما سويا
مشاعر متضاربة تلك التى لازمتها
الأن اصبح هذا الشخص غريبا عنها
وهاهى تبتعد عنة خائفة تترقب تصرفاتة وكأنة سوف يأخذ حقا كان لة وفجأة لم يصبح كذلك
عادت تمرر اصابعها فى شعرها وتتلمس كل قطعة من جسدها لمستها يوما يداة
انحدرت دمعة ساخنة من مقلتيهاوشعرت بالضعف والتثائب مرة اخرى
نظرت الى يديها الفارغتين
الا من
مشاعر بداخلها
واحلام تطايرت مع واقع غرفتها الخاوية الا منها
وطلاق صار واقعا قبيحا سيلازمها طويلا
قفزت فى عقلها كلمة سمعتها يوما من احدى صديقاتها
ذاكرة الجسد

نعم ان ماتشعر بة الأن هو مايسمى ذاكرة الجسد
فهل ستستطيع يوما ان تمحى من عقلها ذكرى جسدة وهو يلامس جسدها
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟







الثانيـــــــــــــــــــــــــــــــــــه
نغمات


كانت ضحكاتها تملأ الفضاء من حولها وتتناثر فى الهواء الذى يندفع من نافذ سيارتة العتيقةالطراز انها أول مرةتشعر بكل هذ السعادة مع شخص غريب عنها دعاها لتوصيلها لوجهتها بعد لقاء حافل بينها وبين اناس لاتعرف عنهم سوى اسمائهم
لقاء دعتها اليةأحدى الجمعيات التى تنتمى اليها اعجبها مكان الدعوة وهدفها فقررت حضورها وهاهى تنتهى بسرعة منها وتحاول العودة الى منزلها فلا تجد سواة يعرض عليها أن يقلها بسيارتة
التى اعجبتها
فقد كانت دائما تحن لهذا النوع من السيارات الفخم الأنيق اناقة الستينيات من هذا القرن
سألتة وهى مازالت تبتسم فى سعادة لم تحاول أخفاءها
من أين لك هذة السيارة الرائعة
أجابها
أنها اجمل ما ورثت عن والدى رحمة الله احتفظت بها كماهى دون تغيير فقط اضفت اليها بعض القطع الحديثة الداخلية اما بالخارج فاحتفظت بمظهرها الستينى دون تغييررددت وهى تنظر الية
فى اعجاب
وهذا ما اكسبهاهذا التميز والرقى وسط كل هذا الكم من السيارات الأشبة بالورق المقوى
نظر اليها وأبتسم
لا تدرى لماذا شعرت بلسعة خفيفة فى قلبها حين رأت ابتسامتة
لم تكن قد تمعنت فى وجهة جيدا فكل ما تتذكرة الأن عنة وهى تجلس بجوارة انة متوسط الطول عيناة بنيتين تحمل عمقا وحزنا رائعا بداخلها
لا تتذكر من كل ملامحة سوى لون عينية فقط
استشعرت غرابة وهى تصل بتفكيرها لهذا الحد
عينين عميقتين تحمل حزنا رائعا بداخلهما
ما اسخفها
وماذا تعرف هى عنة حتى تصفة بهذا الشكل
توقف بسيارتة عند وجهتها
ودعها فى ادب جم وتركها
لماذا لا تتحرك من مكانها
مازالت عيناها تنظر الى سيارتة وهى تبتعد
مابالها رددت بداخلها
هل عشقتة ام عشقت سيارتة
ضحكت ع نفسها ودخلت الى منزلها
الوووووو
مساء الخير
مساء النور
مين معايا
انا اكرم
اهلا يا اكرم ازيك
انا اسف انى اتصلت بس حبيت اطمن انك وصلتى بالسلامة
اة شكرا وصلت تصبح ع خير
وانتى من اهل الخير
تكررت الاتصالات بينهما بعد هذة المكالمة الاخيرة
شعرت بأنة يقترب منها اكثر فأكثر
اصبح طقسا من طقوس حياتها أن ترى رقمة على شاشة تلفونها
وأن تستمع لتلك النغمة التى وضعتها لة
صوت ماجدة الرومى وهى تردد
يسمعنى حين يراقصنى كلمات ليست كالكلمات
كم تمنت بالفعل ان يضمها الى صدرة ويسمعها كلمات ليست كالكلمات
فقد كانت تشعر بأن كل ما فية يناديها ان تنتمى الية وان تلتصق بة ماتبقى لها من عمر
عقلة وافكارة التى بهرتها ورقتة التى لامستها وصوتة العذب الذى سحرها وعيناة يا الهى من عيناة التى نفذت الى قلبها دون استئذان
وتلكم الرعشة الرائعة التى لازمتها منذ اول يوم رأتة فية
نعم ان كلماتة بل نبرات صوتة وحتى
لحظات
صمتة تبعث فى داخلها نشوة وسعادة لا تستطيع ان تصفها
كانت تستعد لأتصالة الذى كان يسبق نومها كل ليلة وهى تستمع لكلمات اغنية تعشقها
قصص الحب الجميلة اكيد ناقصها قصة
بيننا شطين وبحراسمة بحر الخجل هنعدية بعد شهر هنعدية بعد دهر
على مركب الأمل
انتهت من افكارها على اتصالة الذى فى نهايتة

طلب ان يقابلها مرةاخرى
كادت تطير من السعادة وهى تستعد لمقابلتة
كانت تستمع لأغنية نجاة التى تعشقها
انا بستناك
وليلى شمعة سهراتة فليلة حب
وقلبى حنين شايلك مطرحك فالقلب
واذوق ليلى واتذوق لاجمل وعد
وادوبلك بشرباتى شفايف الورد واقولك دوق دوق حلاوة القرب
كانت تشدو بالأغنية وهى تستمع اليها
وتردد كلماتها
كانت تتمتع بأن تجعل لكل
ذكرياتهما سويا
اغنية
رومانسية تلازمها
فيما بعد حتى تتمتع بوجودة معها فى كل لحظات حياتها
لا تستطيع حتى الأن ان تدرك كيف اقتربا من بعضهما سويا لهذا الحد فى تلك الفترة الوجيزة


استعدت لمقابلتة وأنتظرت
طال انتظارها وطال
ولم يأت
اتصلت بة فلم يرد
انتبهت الى انها للأن لاتعرف عن حياتة شيئا
كان كل حديثهما دائما ينصب على حبهما للسفر ومتعة القراءة والشعروفلسفة الحياة وامور عامة لا تمت لحياتة الخاصة بصلة
انتابها القلق وحاولت ليلتها ان تنام فجافاها النوم
ولكنها سقطت متعبة من كثرة السهر والتفكير فنامت دون ان تشعر
انتفضت على صوت هاتفها الذى رن كثيرا اثناء نومها كان رقمة
تنفست الصعدائ وحادثتة
اية ياحبيبى فية اية
لم تسمع صوتا على الطرف الأخر
انتبهت الى مافعلتة
اول مرة تقول لة حبيبى
لماذا فعلت هذا ربما الأرهاق أو عقلها الباطن الذى قاوم
نطق
تلك الكلمة كثيرا
سمعت صوتة على الطرف الثانى يردد حبيبى وانتى كمان حبيبتى
صمت انتاب كلاهما
بذلت جهدا خارقا حتى نطقت مرة اخرى
اية اللى حصل كنت فين امبارح
ردد بكلمات مترددة وجلة
كانت تعبانة واضطريت اوديها للدكتور
لم تفهم ماذا كان يقصد عادت لتسأل
مين اللى تعبان والدتك
أجاب بعد فترة
لأ مراتى
مادت الأرض تحت قدميها وأصابتها رعشة قوية كادت تطيح بالهاتف من بين يديها
انت مقلتليش انك متجوز
ردد
انا اسف افتكرت انى قلتلك او عرفتى من حد من صحابنا
اجابت
لا ابدا انا مسألتش عنك حد أنا سألت عنك قلبى بس
كانت تشعر بأنفاسة على الطرف الأخروهى تخرج بصعوبة شديدة
انفاس مضطربة قلقة حائرة
سألها هشوفك امتى وحشتينى
أجابت
بكرة انشاء الله
أجاب
طيب اسيبك الأن لأنى لازم ارجع لها اجيب حد من أهلها يقعد معاها عشان ارجع شغلى
هشوفك بكرة اعدى عليكى
اجابت
لا
أتصل
هكون جاهزة
باى
باى
الووووووووو استنى
عادت لتمسك بهاتفها الذى كادت ان تلقية على سريرها
ايوة فية اية
سمعتة يقول
بحبك بموت فيكى اشوفك بكرة
اجابت
انشاء الله

استيقظت على صوت هاتفها يرن
كان الوقت الذى حددتة لأكرم حتى يتصل بها لتجهز نفسها لمقابلتة قد أزف
نظرت الى شاشة الموبيل واستمعت فى صمت الى النغمة التى وضعتها لة بالأمس

لنفترق قليلا..لخيرِ هذا الحُبِّ يا حبيبي وخيرنا.. لنفترق قليلا لأنني أريدُ أن تزيدَ في محبتي أريدُ أن تكرهني قليلا بحقِّ ما لدينا.. من ذِكَرٍ غاليةٍ كانت على كِلَينا.. بحقِّ حُبٍّ رائعٍ.. ما زالَ منقوشاً على فمينا ما زالَ محفوراً على يدينا.. بحقِّ ما كتبتَهُ.. إليَّ من رسائلِ.. ووجهُكَ المزروعُ مثلَ وردةٍ في داخلي.. وحبكَ الباقي على شَعري على أناملي بحقِّ ذكرياتنا وحزننا الجميلِ وابتسامنا وحبنا الذي غدا أكبرَ من كلامنا أكبرَ من شفاهنا.. بحقِّ أحلى قصةِ للحبِّ في حياتنا أسألكَ الرحيلا

وعاودت النوم
الثالـثــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
اجهاض

اةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة
تعالى صراخها والألم يكاد يفتك بها ويقتل كل مافيها من حياة
شعرت بسخونة الدماء التى انسابت من بين قدميها والنزيف الذى اصابها يزداد دون توقف
كانت تعلم ان هذا سيحدث لها فقد حذرها الطبيب من انها على وشك ان تجهض جنينها بكل تلك الأفعال والأدوية التى تناولتها لتمنعةمن أن ينمو بداخلها ويخرج للنور بعد شهور قلائل
كانت تعلم ان ماتفعلة حرام ويستوجب الكفارة وكانت تؤهل نفسها لها وتردد بداخلها انها حتما ستؤدى كفارتها لأنها
ستقتل جنينها وهو فى
شهرة الثالث
أةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة
الحقنى بموووووووووووووووووووووووت
تعالى صراخها مرة اخرى
جاء اليها زوجها مسرعا
لا يدرى ماذا يفعل
اخذها لطبيب رفضت ان يلمسها وطالبتة بأعطاءها ما تجهض بة نفسها
رفض الطبيب فى بداية الأمر ولكنة فى النهاية وافق على مضض حين رأى اصرارها واقتنع بأسبابها
لديها طفلان رائعان سوى هذا الذى ينمو بداخلها مشوها مريضا
علمت من طبيبها حين قام منذ اسبوع بالكشف عليها ان لدية تشوة فى قدمية الأثنتين
رفض طبيبها ان يقوم بأجهاضها اخبرها انه من الممكن ان تكون حالة مؤقتة أو أن يمكن علاجها
ساق لها كل الحجج واعطاها كل البراهين كى تحتفظ بجنينها
لم يكن متأكدا بعد من تشخيصة وطالبها بالأنتظارشهر أخر
ولكنها لم تقتنع
بمجرد ان تكون داخل عقلها شعور بوجود عيب خلقى لدى جنينها لم تعد تستطيع الاحتفاظ بة
افضل لها ان تخرجة الان وتمنع عنة الحياة من أن يأتيها ليتعذب ويعذب باقى اخوتة معة
لم تكن تدرى هل ما تفعلة حلالا ام حراما صوابا أم خطأ
كل ما كانت تعرفة فقط شعورها الداخلى بالحزن والألم الذى تشعر انة ابدا لن يخمد بداخلها
اتخذت قرارها وحدها واقنعت بة زوجها الذى رفض فى البداية
ان يشاركها فعلتها ثم اذعن حين سمع صوت صراخها وهو يعلو فى غرفتها
لف يدية حول جسدها حملها الى الحمام
كان الدم يتساقط منها بقوة وغزارة
وكانت دموعها وصراخها تختلط بلون الدم فتصبح بمثل قوتة اندفاعة وحرارتة
كانت تعلم انها لابد ان تتحمل فالنزيف سيستمردقائق
معدودة سينزل الجنين منها وتنطلق بعدها الى طبيبها لتقوم بعملية تنضيف داخلية
كان من الممكن ان تظل لدى الطبيب ولكنها اصرت ان تخوض الألم بمفردها
كانت تشعر بتأنيب الضمير على فعلتها
لذا شعرت بأنها لابد ان تتألم بقسوة وهى تخرج جنينها من داخلها
كانت تعرض نفسها للموت ولكنها كانت قوية صلبة لم يستطع لا طبيبها ولا زوجها ارغامها على ان تتناول مخدرا وتقوم بعمل عملية اجهاض داخل عيادة الطبيب
أةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة
صرخت بقوة
أةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة
وشدة
أةةةةةةةةةةةةةةةةةةة
وخوف
أةةةةةةة
وبكاء حاد
يا ابـــــــــــــــــــــــــــــــــنى
كانت تتمنى لو كان ولدا
كان لديها بنتان وكانت تتوق الى ان يرزقها الله بولد
ولكن هاهى تنزعة
من داخلها بنفسها
سقط منها جسم ابيض شفاف محاط بالدم شعرت بأندفاعة خارجها مع سيل جارف من الدماء الغزيرة
شعرت
بالدنيا تميد تحت قدميها
سقطت على الأرض واختلطت دموعها بالدم على ارض الحمام
سارع زوجها بالأمساك بها ورفعها من ع الأرض
وضعها فى سريرها وانطلق مسرعا ليتصل بطبيبها
هى برضة عملت اللى فدماغها قلتلها تشوف دكتور تانى يجهضها انا مكنتش موافق بس غيرى كان هيوافق
طيب انا جاى متقلقش ثوانى واكون عندك
ردد طبيبها لزوجها وهو فى قمة الغضب
فتحت
عينيها فى بطء نظرت الى وجة زوجها وطفلتيها اللتان احاطتا بسريرها فى عيادة الطبيب
امسك زوجها بيديها فى حنان
وضعت عيناها فى الأرض خجلة من النظر الية
تساءلت وهى تشعر مرة ثانية بهذا الجسم الأبيض المغطى بالدماء والذى اندفع منها وتساءلت
هوة انا هنسى الأحساس دة ابدااااااااااا!!!!!!!!!
تمت بحمد الله

Saturday, July 5, 2008

كيس الزبالة الأسود



تباطأت حركتها قليلا وهى تئن من تنظيف منزلها شعرت بوهن شديد فمنذ الصباح وهى تعمل
يالهؤلاء الخادمات اللاتى لا يمكن الأعتماد عليهن أبدا
رددت لنفسها وهى تأخد حماما ساخنا بعد يوم عمل منزلى شاق
أرتدت ملابسها وتحركت تجاة المطبخ لتصنع لنفسها كوبا دافئا من الشاى الأخضروالنعناع المحلى بالعسل مشروبها المفضل كانت تشعر بحنق شديد وتتأوة من قدميها وتصب اللعنات على الجميع دون استثناء اولادها وزوجها وخادمتها التى غابت اليوم
كانت تتحرك جيئة وذهابا فى مطبخها
وتردد بصوت عالى وهى تحدث نفسها
لقد تعبت اليوم جدا جدا كيف لم استطع تدبير خادمة جيدة لى مثل صديقاتى يا لحظى العاثر
القت ببصرها على غرف اولادها والتى تعبت فى ترتيبها وتلميع نوافذها وزجاج المكتب بها واطلقت تنهيدة طويلة فساعات وسيحضر هؤلاء الشياطين من مدارسهم وسينتهى كل امل فى الاحتفاظ بالمنزل نظيفا
كانت تعانى من وسواس تجاة النظافة وتشعر بالتوتر بمجرد تغيير مواضع الاشياء من حولها أو رؤية الأتربة
أزداد قلقها تجاة وصول الأولاد ونظرت لمجهودها الذى يوشك ان يضيع بمجرد وصولهم وعادت تتأوة من جديد
رن جرس الباب
كانت هدى العاملة التى تحضر كل يوم فى هذا الموعد لتحمل أكياس القمامة
فتحت لها الباب وناولتها الكيس الأسود الضخم الذى أمتلأ اليوم عن أخرة بالزبالة بعد تنضيف مضنى لشقتها
وضعت لها بعض علب الطعام المتبقى من الأمس
شكرتها العاملة وانصرفت
تحركت تجاة كوبها الساخن من الشاى الأخضر وحملتة بتثاقل وسارت تجاة شرفة منزلها لتتمتع بالنظافة والهدوء الذى تعلم انة سرعان ما سينتهى بمجرد رجوع الأولاد من مدارسهم وزو جها من عملة
أسندت يديها على حائط الشرفة وألقت ببصرها فوجئت بهدى وهى تفترش الأرض بجوار بوابة المنزل الحديدية فى النفق الموازى للعمارة من الجنب
واعداد من اكياس القمامة السوداء قد تناثرت محتوياتها من حولها وهى تقوم بالفرز والتجميع وكأنها ماكينة مصممة لهذا الغرض
يديها تتحرك فى سرعة وتلقائية شديدين
كانت تفرغ كل ما فى اكياس الزبالة على الأرض وتقوم بفرزها
بقايا قشر البطيخ والخبزوالطعام الفاسد على حدة و الاوراق على حدة والصفائح الحديدية والعلب البلاستيكية على حدة
ثم تقوم بتجميع باقى القاذورات وتضعها مرة أخرى فى الكيس الأسود وتحملها الى عربة القمامة المتنقلة والتى تبدو قابعة فى بنهاية الشارع تذهب وتعود فى سرعة وخفة ثم تجمع الأكياس التى وضعت فيها بقايا الطعام والعلب على ظهرها وتنطلق تجاة سلم العمارة مرة أخرى
لم تدرى عاليا ماذا عادت هدى لتفعل فمدت رقبتها خارج الشرفة قليلا لترى ما يحدث فوجدت هدى وقد حملت على كتفيها طفلة نائمة عمرها يقرب من السبع سنوات فقد كانت تحملها بصعوبة مع كل تلك الأكياس التى تتلاحم مع الطفلة على ظهر هدى فلا يمكن التفريق بينهما
منذ أعوام طويلة وهدى تأتى فى نفس الموعد يوميا لتأخذ أكياس الزبالة وبرغم هذا فهذة هى المرة الأولى التى تلمحها عاليا وهى تنقلها لعربة القمامة
فهل كانت تفعل هذا كل يوم ؟؟
تحملها من كل شقق البناية وتقوم بفرزها تحت المنزل وتنظيف المكان مرة اخرى ثم العودة لحمل طفلتها
ولماذا تحمل طفلتها بهذا الشكل ربما ما تزال نائمة فالساعة لم تتعد العاشرة صباحا
لا لا
تذكرت ورددت بداخلها
لقد سمعت مرة احدى جاراتها المقيمات بالعمارة تذكر ان هدى لديها طفلة معاقة
يا الهى
غصة اصابت حلق عاليا وهى تحمل كوبها الذى فرغ وتسير تجاة المطبخ
كان عقلها ما يزال غير قادرا على الاستيعاب شعرت فجأة بشعور غريب
حزن شديد وغضب
لم يكن غضبها من هدى ولا حزنها عليها
لا كانا تجاة نفسها
فما كل هذة النقمة على الحياة التى تتجمع بداخلها كل يوم بمجرد تنضيفها الشقة أو نزولها الشارع لشراء بعض الطلبات أو قلة المصروف الذى يتركة لها زوجها احيانا
وما هذة الثورة التى تنتابها كلما غير أحد أولادها موضع كرسى او كتاب او سقطت منة ورقة سهوا دون قصد
ان زوجها لعلى حق فى كل خلاف لها معة
كانت دائما خلافاتهما تتزايد وتشتعل كلما تأففت من كل ما سبق
نعم انة على حق
كان دائما يردد انها تعيش فى راحة ولديها العديد من النعم التى لا تعد ولا تحصى وكانت هى تتهمة بقلة الحيلة والأستكانة والرضى الزائف وتضغط علية لطلب المزيد
مما كان يتسبب دائما فى خلافات لا تنتهى الا بتركة المنزل وأقامتة اياما لدى والدتة
حتى انها كانت تشعراحيانا بالراحة وهو بالخارج
واولادها بالمدرسة
عند هذة النقطة من التفكير اطرقت رأسها وجلست على اقرب كرسى صادفها
توالت المشاهد امام عينيها
هدى
اكياس الزبالة
الابنة المعاقة
فرز الاكياس
خلافاتها مع زوجها
صراخها الدائم فى اولادها عند لعبهم وتغييرهم للنظام التى وضعتة
شعورها الدائم بأن هناك شئ ما غير مكتمل فى حياتها
بكاؤها كلما غابت خادمتها وشعورها بأن الحياة تنهار تحت قدميها
انسابت دمعة من عينيها
شعرت بقمة التفاهة والغباء
ووجدت نفسها تتمتم وتسجد على الارض بلا وعى
الحمد لله الحمد لله الحمد لله
الحمد لله الذى لا تحصى نعمة ولا تعد
الحمد لله على زوجى الصالح واطفالى الاصحاء ورزقى الوفير
الحمد لله على حوائط منزلى التى تؤيينى وعلى طعامى وشرابى قل أو كثر
الحمد لله على أن حمانى مما أبتلى بة غيرى
كانت ما تزال تتمتم بلفظ الحمد وأطفالها يتقافزون حولها
وزوجها جالس بجوارها متعجبا من جلستها المستكينة بجوارة ونظرة الرضا والهدوء التى تنبعث لأول مرة من عينيها تجاههة
وزاداد تعجبة حين سألها عما غيرها بهذا الشكل
فأجابتة ضاحكة وهى تمسك بيدية وتقبلهما ثم تضعهما على وجنتيها وتنظر فى عينية بحب


السبب عاوز تعرف السبب
السبب يا حبيبى
كيس الزبالة الاسود
تمت