Saturday, June 28, 2008

سراب 2



الحلقة الثانية
قررت ان تبدأ حياتها من جديد وتنفض ما بداخلها من احاسيس ومشاعر وحنين لذكريات كاذبة ليتها ما كانت
قررت أن تبدأ من حيث انتهت تتلمس مواطن الضعف والقوة فيها وترى بعينى يقظة مواطن جمالها وقبحها
وتساءلت بداخلها لابد ان هناك شئ ما جعلة يظن انها الضحية المثالية لة
للأسف ضيعت من وقتها وحياتها الكثير وهى قانعة صابرة محبة وانتهى بها الحال الى ماذا ........فراغ
كانت تسير على غير هدى هذة المرة أرادت أن تعود لمنزلها وتضع اثقالها وألأمها وتفرغ على وسادتها انهار الحزن المكبوتة بداخلها ولكنها لم تستطع
كانت لتشعر بالهزيمة والألم أن هى انقادت الى مشاعرها ورفضت نداء عقلها
يا الله عقلها أضاءت تلك الكلمة بداخلها كمصابيح تحمل مئات التساؤلات المبهمة الأجابة بداخلها
لماذا لم تستخدم عقلها وتفكر قليلا فى كل تلك الاشارات التى ساقها لها القدر والاحداث مرة تلو المرة
كانت الضحية المثالية بالفعل
بدأت تحرك رأسها يمنة ويسرة بشئ من التوتر والقلق وكأنها تفرغ مافى يتردد بداخلها من كلمات قد تؤدى بها الى الجنون
لابد الأن من أن تعود نعم تعود لمنزلها ولكن بأبتسامة سترسمها على وجهها وملامحها ربما لن تكون حقيقية هذة المرة ولكنها بالتأكيد ستكون أبتسامة صلبة متحدية
ستتحدى بها هذا الفؤاد الدامى وتلك المشاعر التى تقطر دما وحزنا
لن تتهاون بعد الأن فى حق نفسها وستسعى للسعادة حتى ولو كانت زائفة
فكما سمعت مرة من صديقة لها
السعادة هى تلك الأحاسيس التى لابد لنا أولا من تخيلها فى عقولنا حتى نستطيع الحصول عليها فى واقعنا
انا سعيدة
ظلت تردد تلك الكلمة طويلا بلا وعى وهى تدير مفتاح شقتها وتدخل الى منزلها العامر بالذكريات لهما معا
مع ذلك الكائن الذى .................
لالا لتنسى كل ما حدث لتردد
انا سعيدة
لتقهر ذلك الحزن بداخلها وتتخيل السعادة وتنسى ما بها
فتحت التلفاز ورفعت صوتة عاليا وهى تردد ويعلو صوتها تدريجيا
انا سعيدة انا سعيدة
تحول الصوت العالى لصراخ وفجأة تحول الصراخ الى بكاء
نعم كانت تدور حول نفسها وهى تستمع للأغانى بصوت عالى وتردد
انا سعيدة انا سعيدة
لن اسمح لة بأن يعذبنى ويقهرنى
أنا سعيدة
سعيدة سعيدة
ولكنها لم تستطع أن تكمل
انهارت وجدت نفسها على سريرها تبكى وتصرخ ولكنها هذة المرة تصرخ
لا لا بل حزينة حزينة وبمنتهى التعاسة
لا فائدة
رددت لا فائدة
من مقاومة نفسها
لا فائدة من تلمس السعادة فى خيالها وهى لا تشعر بها
لتترك مشاعرها تنطلق ودموعها تنهمر
لتعيش اللحظة حتى تستطيع نسيانها
لتعلن ألمها من الجرح حتى يشفى
اغمضت عينيها بعد وقت طويل ونامت نامت ودموعها تبلل فراشها من تحتها
وفى الصباح الباكر استيقظت
شربت قهوتها وأنتظرت سيارة العمل لتقلها الى عملها المعتاد
كانت ملامحها هادئة وباردة فى نفس الوقت وشعرت انها ستظل هكذا طويلا