Monday, May 12, 2008

أم السيد ومثلها كثيرون!!!.




أم السيد فلاحة بسيطة تلبس عباءة سمراء تغير لونها بمضى الزمن والأحداث وجهها دائما ضاحك ومبتسم برغم انك لا تسمع منها الأ أنين الشكوى كل دقيقة من الغلاء والناس وصعوبة العيش والمعاملة السيئة التى تتلقاها من ابنتها البكر والتى لم تتزوج للأن وتعيش عالة عليها برغم انها تملك محلا خاصا بها لبيع الحلوى والهدايا

أشاهدها يوميا وهى تحمل صينية الطعام لأبنتها فى محلها وأحيانا كثيرة ارى دموعها تنهمر وهى عائدة فالشارع وتمسك بكم عبائتها لتمسح هذا الكم المتسارع من الدموع بعد ان تنهرها ابنتها لمنظرها او لنوعية الطعام البسيطة بساطة أم السيد

وتحدونى دائما تلك الرغبة فى الذهاب لتلك الفتاة لأنهرها ولكننى اتوقف فأنا ادرك مدى حبها لأبنتها وتحملها لسوء المعاملة بحب وصبر شديدين أم السيد لديها ولدين أخران يعملان فى أحد مصانع العاشر من رمضان ويحضرون للبيت ليلا منهكين متعبين ويتقاضى كل منهم 200 جنية لا يعطى أى منهما لوالدتة منه شيئا

عاوزين يتجوزوا ياابلة ميرمين واهى ماشية من غيرهم الحمد لله

أم أحمد فلاحة تبدو فى أوائل الثلاثينات ويكسو وجهها طابع من الحزن والكأبة دائما ولا تجدها الا وهى تجلس فى صمت امام باب منزلها تتحدث مع جاراتها عن ابنها الوحيد الذى رزقت بة ويصرعلى الكلام عن السياسة والأنتماء لحاجات والنبى مااعرف مالها واساميها بس حاجات تودى فداهية

وتتنهد بين الكلمات وبعضها لتدعو لة بالهداية وأطاعة أوامرها فبعد خروجة من المعتقل بسبب اللى مش عارفاة دة اللى بيعملوة فالجامعة اللى أسمة دة اجتماع الطلبة وتقصد اتحاد الطلبة واشتراكة فالمظاهرات وتحلف بالله صادقة انها حلفتة ع المصحف لا يمشى فمظاهرة ولا يقرب من الأجتماع دة وألا تفضل غضبانة علية العمر كلة

ثمانية فتيات أصبحن زوجات ولكل منهم خمسه اطفال لذا فالمحصلة اربعون طفلا يتحركون حولهم فى غوغائية وصخب شديدين غير مدركين بأن جدهم قد توفى منذ ايام قليلة هؤلاء هن بنات خالى لم يتموا تعليمهم وتزوجت كل منهم فلاحا مثل ابيها وأنشغلت فى تربية الأولادوفلاحة الأرض

شاهدت فى الأيام الثلاثة للعزاء الكثير والكثير من هذة النوعيات البسطة الخالية من أى تفكير سوى لقمة العيش وانجاب الأطفال

واأسعار والحياة السياسية بالنسبة لهم شئ غامض وكلمات مبهمة تفسيرها يعنى ببساطة الدخول فى الممنوع

والحال لا يتغير كثيرا بالنسبة لأزواجهم

انا اعيش فى قرية والدى منذ عام تقريبا فقط وربما لم احضر لها فى حياتى قبل استقرارى فيها سوى مرة او مرتين فى عمرى كلة

ولكننى فى هذا العام ايقنت أننا فى محاولاتنا اللامجدية للتغيير ع الصعيد السياسى او المجتمعى سنواجة بالتأكيد هذة النوعيات المصرية الخالصة من البشر اللذين لا يفكرون الا فى هذة اللقيمات التى تقيم أودهن ومشاكلهم الشخصية مع أبنائهم

ربما لهذا تزداد قناعتى مع الايام بأن التغيير لن يحدث بسرعة مهما ارتفعت اصوات الرافضين ومهما زادت اعداد المنتمين لحقوق الانسان او الأحزاب أوالناشطين

لن يحدث ابدا أى تغيير ألا لو استطعنا ان نفكر كيف نصل بأفكارنا وبتوجهاتنا الى تلك الطبقة الكادحة من المجتمع المصرى والتى تمثل اعدادا غفيرة من مجتمعنا المتنامى بصورة بشعة سنويا

عمال غزل المحلة والمضربين من الضرائب العقارية والعمال الممتنعين عن العمل فى كل مكان من ارض مصر مطالبهم واحدة لقمة العيش وهم يجدون أن ناقشتهم بعقلانية أن لقمة العيش هى السياسة وأن الحكومة مقصرة ولكن قناعاتهم لا تدفعهم الى الثورة ولا الى التغيير فقط البحث عن لقمة العيش دون التظر لأحوال البلد عامة ودون التفكير فى السياسة أوالثورة
وربما كا ابرز تعليق ع ذلك ثلاث كلمات نشرتهم جريدة الدستور الاسبوع الماضى
الشعب المصرى لا يفكر ولا يتحدث الا ع
الغلاء الخبز ارتفاع اسعار المواصلات
يتحدث فقط!!!!!!!!!!!؟؟انظروا معى للتعبير يتحدث عن وليس يشجب او يعترض او او او
يثور لا يعتصم نعم يسجن لا يفكر فى لقمة العيش طبعا يظن ان تغيير النظام القائم هو الحل لا
وحتى يتغير ذلك الرمز الذى يميز مصرالفلاحة الواقفة تتطلع فى صمود وقوة وصبر وأناة شديدين للمستقبل وهى تضع عباءتها فوق رأسها لتتقى حرارة الشمس وتقلبات الأجواء وتحمى نفسها وتحتوى صغارها من تحتها
الى أن يتغير رمزك يا مصر او يتغير شعبك الصابر الصامد القدرى الطالب فقط للقمة عيشة ولقمة عيشة فقط
الى ان نصبح رمزنا بمثل افكار ربع المجتمع الثورى وليس ثلاثة ارباعة البسيطة
لن نتقدم ولن نتغير

لن نتقدم الا لو استطعنا الوصول لأمثال أم السيد وبنات خالى الثمانية وأم أحمد ووالدة أسراء عبد الفتاح وامثالهم كثيرين وأفهمناهم معنى توحيد قوى الشعب وأرتباط المرتبات بالأسعار وكيفية الرفض والشجب والمطالبة بالحق المهدر

تزداد قناعتى كل يوم بأننا شعب مسالم نسير بسرعة السلحفاة نحو التغيير لأننا وبصدق لا نتوجة للطبقة التى من المفترض التوجة لها وأقناعها بما يجب أن يحدث ويكون

خواطر مرت بعقلى وأنا أنظر لعنوان ضخم فى أحدى

الصحف

التغيير قادم لا محالة وبسرعة

الصور من مدونة مواطن مصرى واخد ع قفاة

2 comments:

عاشــــــ النقاب ـقــــة"نونو" said...

السلام عليكم
ام السيد وامثالها كثيرييييييييييييييييييييييين
هما دول احنا بجد شوفي منهم اد ايه في القرية اللي حضرتك فيها وفعلا عندك حق التغيير والنجاح هيكون لو وصل للناس دي وارتضت لكن الناشطين المعتصمين فنجريين اللسان اد ايه
موضوعاتك متألقة دائما
نورتي مدونتي المتواضعة واتمنى دوام التواصل
تحياتي

أبو خالد said...

أبنتى الفاضلة /صاحبة مدونة
كلاكيت تانى و تانى
كمنطق و مدخلات و مخرجات و معادلات
لن يثور الشعب المصرى
نعم لن يثور الشعب المصرى
ولكن السؤال:
من أين جاء العز بن عبد السلام
إمام الدعاة فى عز هجمة التتار الغاشمة ؟
من هذا الريف المصرى ..
من أين جاء أحمد عرابى و مصطفى كامل و غيرهم كثير؟
من هذا الريف المصرى ..
بنيتى أنا على يقين أن الصبح قادم لا محالة ،نعم سيأتى مع بزوغ شمس يوم جديد فهذا ما و عد الله سيأتى جيل النصرة لا محالة و سيقضى على الحلم الصهيونى
و أدعو الله العلى القدير أن أرى هذا اليوم
هذا مع عدم التقليل من أسلوب الأخذ بيد أحبابنا البسطاء و توعيتهم و إعدادهم لهذا اليوم
دمتى إنسانة فكرها عالى
و أنشطى بنيتى فى قريتك و ستجنين نتائج عن قريب ..