رسلة لكل مدون توقف فجأة عن التدوين

ما هو التدوين ؟
ربما تكون مثلى قد قرأت معنى التدوين فى مدونة بنت مصرية وتعلمت منة الكثير ولكن هذا هو التدوين بمعناه الحرفي المادي اى كيف تصنع مدونة ؟ولكن هل يعرف أحدكم معنى التدوين بكينونته المعنوية؟؟
أن التدوين برأايى ليس مجرد كلمات أخطها ع ورق ثم أعرضها وأعتقد أننى أضع ممارساتى اليومية وأفكارى وأسقاطاتى وأخبارى ومواقفى تجاة قضايا بلدى أو قضايايا الشخصية
لو كان الأمر كذلك!!
لماذا أذن نتواصل من خلال الأيميلات ولماذا نفتح الباب للتعليقات ونحاول معرفة ردود أفعال الناس تجاة كلماتنا؟؟
ولماذا نحاول جاهدين التأثير والتأثر بالأخرين ؟؟
مدونات مثل علاء ومنال التى سبق أن كتبت عنها وشخاليل منوعة هى من المدونات التى يمكن القول عليها أنها مجرد أنعكاس لرأى أصحابها فهى كما رأيت اما أنها لا تسمح بالرأى الأخرأو مجرد عرض لأبداعات أصحابها دون أنتظار لرأاى الأخرين أو تفاعل منهم
أما مدونات مثل جدو وشهروزة وتوتا وأسكندرانى وعدى النهار وأنا وأنا وجبهة التهييس الشعبية وزنزانة وتماحيك هى من المدونات التى تهتم بالتواصل مع الأخرين وتؤثر وتتأثر فيهم وبهم
وبعيدا عن التدوين كانت لى تجربة شخصية تذكرتها وأنا أقرأ البوست الخاص بمدونة جدو اليوم وتعليقات المحبين لة عن قرارة بأعتزال المدونة نهائيا
فقد كان لى صديق عزيزكان ومازال وكنت أنتظرايميلة يوميا صباحا قبل ذهابى لعملى مبكرا بكثير من الشغف والحب فكل يوم أرسل لة تساؤل ويعطينى بخبرته فالحياة جواب وكان يخبرنى بكل أسرارة ونتناقش فى كل نواحى الحياة كانت خطاباتنا بمثابة الماء والهواء لكلينا
ومرت الشهور وكانت تفصلنى عنة بلاد وبلاد وتغيرت الظروف وسافرت لنفس البلد التى يعيش فيها وبرغم قدرتى ع لقائة كل يوم وجها لوجة الا اننى قررت وهو معى أن نتواصل عن طريق الأيميل كعادتنالأنناشعرنا سويا أن كلانا أصبح يتحمل مسئولية و يشعر أننى أعتمد علية فى ترتيب أفكارى وهو يعتمد على فى أن ياتمنى ع أدق أسرارة بينما كتاباتنا هى حياة وتجارب وأسرار وأقسم أنة فى المرات القليلة التى صادفت وتلاقينا فيها بعيدا عن الأيميلاات كانت كلماتنا خالية من أى محتوى ومجرد سلامات وتحيات وأحيانا يكون هناك أمرا معلقا بيننا كان من المفترض مناقشتة ولكن عيوننا تراقب أقوالنا حتى لا تفلت كلمة عن مايدور داخل عقولنا
فهل من حق صديقى أن يتوقف عن الكتابة والتواصل معي وهل من حقي أن أعلن فجأة رفضى الأستمرار
لا والف لا لأننى وهو نعلم جيدا معنى الثقة والمسئولية والأمان فحين أقرأ لة وأقتنع بكلماتة فأنا أقسم ع عهد غير مكتوب بالأستمرار وهو كذلك ولا أنكر أن هناك أوقات توقفنا فيها ولكن برضى كلا الطرفين ولظروف خارجة عن أرادتنا سويا احيانا ولطرف دون الأخر أحايين أخرى ولكن كان يسبق كل فراق مؤقت أعتذار وتأهيل وموافقة دون أجبار
فهل يستطيع المدون أيضا أن يتوقف وهل فكر كل من يريد التوقف عن الكتابة أنة قد خط بيدية ع أقرار لا يجوز التراجع عنة الا بالموت
اتعرفون ما مشكلتنا فى الحياة معظمنا كبشر لا نلقى بالا للآخرين ولا نسأل أنفسنا كيف ستؤثر قراراتنا عليهم
أنا لست معكم التدوين ليس مجرد مذكرات شخصية أنة محاولة للتأثير وخلق جيل عصري من المبدعين والحالمين والصادقين أن المدونين أناس ارتضوا أن يشاركوا الآخرين أن يصبحوا جانبا هاما من جوانب حياة من يتحاورون معهم من يعلقون عليهم ويتعلقون بهم فهل يجوز أخلاقيا أن نقول وداعا دون أن نقول هل تأذن لى ؟؟
تصوروا معى أنكم تدخلون بيوت الأخرين وتصرون بقوة شخصيتكم وبكل ما أوتيتم من قوة أن ينظروا اليكم ويجلسوا معكم ثم تتركونهم فجأة وهم ينظرون إليكم في ذهول ويسائلون لماذا دخلتم مادمتم غير قادرين ع الأستمرار ؟؟
أغمضوا عينيكم وتصوروا معي هذا المنظر ثم قرروا
هل من حق المدون أن يتوقف عن التدوين ؟؟؟